الجمعة، 12 يناير 2007

هل تكون مصر حقاً طرفاً ثالثاً في حرب إسرائيلية –إيرانية مرتقبة

هل تكون مصر حقاً طرفاً ثالثاً في حرب إسرائيلية –إيرانية مرتقبة , هل تتورط مصر في مثل هذه الحرب , ترى هل تقف مصر جنباً إلى جنب مع إسرائيل , كل هذه التساؤلات غزت مخيلتي , التي وقفت بين حدي القبول والرفض لهذه الفرضية الإسرائيلية , عندما قرأت هذا الخبر المنشور في جريدة المصريون0
الخبر يقول :كشف مركز "جافي" للدراسات السياسية والاستراتيجية بتل أبيب عن دراسة أعدها خبراء عسكريون بوزارة الدفاع الإسرائيلية تحمل عنوان: "إسرائيل وإيران وتحطيم الطموح النووي" والتي تشرح إحدى سيناريوهات المحتملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية بأسلحة نووية تكتيكية.
أفادت الدراسة أن هناك سربين من سلاح الجو الإسرائيلي سيقومان بتفجير محطة تخصيب اليورانيوم في "نطينز" باستخدام رؤوس حربية نووية موجهة بالليزر وخارقة للحصون العميقة للحد من الانتشار الإشعاعي.
وأضافت أن المخطط سيشمل أيضًا استهداف محطة "آراك" التي تعمل بالماء الثقيل ومحطة "أصفهان" لتحويل اليورانيوم وذلك باستخدام القنابل التقليدية.وأشارت الدراسة إلى احتمال "تورط" مصر في حرب إسرائيلية متوقعة مع إيران،وذلك بطريقة غير مباشرة، إذا ما أطلقت إيران صواريخ "شهاب 3" التي يصل مداها إلى العمق الإسرائيلي والمصري والسوري، أو صواريخ أرض ـ أرض إيرانية الصنع التي تتخذ من جنوبي لبنان قواعد لها.
أضافت الدراسة أن نسبة الخطأ في إصابة الهدف لصواريخ شهاب كبيرة وهو ما يعني وجود احتمال كبير بوصولها داخل الأراضي المصرية، الأمر الذي قد يثير غضب مصر ويدفعها إلى دخولها كطرف في الحرب0
مع التسليم جدلا بصدق الفرضية الإسرائيلية عن نسبة الخطأ في إصابة الهدف لصواريخ شهاب , وإذا سلمنا بناء على ذلك بأن خميرة الإحتمال التي تتمنى إسرائيل حدوثها , وقعت بالفعل , وأصابت الصواريخ الأراضي المصرية , ونتج عنها ما هو مفترض بديهيا من خسائر بشرية ومادية , هل يمكن حقاً أن تتعاطى مصر مع هذا الخطأ الإيراني بهذا السيناريو الإسرائيلي 0
هنا لا أعلم ولماذا رغم الأختلافات البينة بين المقصود في أبيات أمل دنقل وبين هذا الموقف إلا أنني لا أعلم لما تتردد هذه الأبيات في ذهني ....

لا تصالح على الدم..
حتى بدم!لا تصالح!
ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟
!أعيناه عينا أخيك؟
!وهل تتساوى يدٌ..
سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

وبعيد عن الشاعرية في هذه الأبيات , سأتحدث قليلا بالمنطق , ربما أجد جوابا على تلك الأسئلة 0
بمسلمات سياسية قد لا تقبل الجدل , فإن العلاقات المصرية الإيرانية ليست جيدة , ولا أبالغ إن قلت إن العلاقة بينهما قد تصنف سياسيا بأنها علاقة عداء محتمل لكلا الطرفين 0
العلاقات المصرية الإسرائيلية في ظل النظام الراهن قد لاتختلف كثيراً عن نظيرتها الإيرانية 0
كذلك فإن الكثير من المحللين في البلدان الثلاثة ينظرون لبعضهم البعض على أنهم يمثلون تهديداً وجوديا لدولهم , فمصر قد تمثل في ظل أي تطورات جديدة تهديد وجود لإسرائيل , كذا إيران تمثل تهديد وجود لإسرائيل , وإسرائيل رغم معاهدات السلام مع مصر إلا أنها تمثل تهديد وجود لمصر وخطراً قائما حتى على النظام الحالي , وبالقطع إسرائيل تهديد وجود لإيران, العلاقة التي فد يشكك بها البعض هي تلك بين مصر وإيران , فقد يراها البعض تهديد وجود على أساس الخلاف المذهبي الذي بدأ يستعر ويظهر كآتون حرب مذهبية في المنطقة بالكامل , البعض الآخر قد يرفض هذا استناداً إلى حقيقة أن النظام المصري أقرب للعلمانية مما يمكن أن نطلق عليه ثيوقراطية (مع التأكيد على أنه لا توجد ثيوقراطية إسلامية) 0
وفي ظل تغافل مصر عن الثأر من إسرائيل لمقتل العديد من الجنود المصريين على الحدود بنيران إسرائيلية , وهو ما يبرهن على أن النظام المصري بدأ يمتهن البراجماتية البحته , فإن المتحكم في ما إذا كانت نتيجة السيناريو الإسرائيلي ستتحق في حال وقوع الفرضية سالفة الذكر , سيكون وحده النظام المصري , الذي قد يراهن عليه الطرفان , في حرب كهذه 0