الجمعة، 14 مارس 2008

رسالة إلى سيادة الرئيس

رسالة إلى سيادة الرئيس

الرسالة الأولى :
سيدي الرئيس
تحية طيبة وبعد ........
ماذا بعد ؟
ماذا بعد سبع وعشرين سنة من حكمك ؟ احتللت خلالها المرتبة الخامسة في قائمة أكبر عشر رؤساء في العالم سنًا، واحتلت مصر المرتبة الـسادسة والثلاثين في لائحة الدول الفاشلة؟
ماذا بعد انفجار التظاهرات في مصر, احتجاجا على الغلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية 0
ماذا بعد لقمة العيش ليبكي المصيري عليه ؟ ليبقي عليه ؟
بكاء الجوع, وسخط البطن الفارغة, لن يكوي الفقراء وحدهم, قريبا سيغسل عن شوارع مصر ديكتاتورية قرن , من الحكم الفردي المتسلط .
هذه القصة المصرية القديمة الجديدة , صمت شعبي على مضض خوفا من قهر الآلية الشرطية التي كانت سابقا عسكرية ,تخترقه آهات وأنات , واعتراضات مثقفين , ودعوات معارضين , تلاقى بإرهاب , فصمت وموت .
ثم صرخات استغاثة عالية , من آلام الفقر , وشوارع تبكي جدرانها وتلعن الظروف الحياتية الصعبة , ووسائل مواصلات تضج بأنين الفقراء الذين يشتكون هموم بعضهم بعضا , بلا هدف , ولربما كثيرا بلا منصت , فقط تخرج الكلمات لغسل الداخل , لكن بقى الخوف أكبر من الغضب , ويبقى الخبز حاميا لنظامك العامر , وتبقى خزائن وزراءك , ولربما خزائنك عامرة بملايين ملايين الجنيهات .
ثم احتجاجات مثقفين على سلالم نقابة الصحفيين ,يحرس الواحد منهم مائة من جنود الأمن المركزي , ثم تتحرك الحركة لتكون في الشارع , ويتضامن معها الشارع , لا لشيء غير أنها صوت الشارع , فقهر واعتقالات وسحل , وبلطجة ,و ,و,و......
ثم تضامن الشعب مع الأخوان في الانتخابات التشريعية الأخيرة, لا لشيء غير أنها بدت البديل الوحيد لحكم جنابكم .
الغريب سعادتكم , أنكم لم تستوعبوا الدرس , وركنتم من جديد على قهر آليتكم الشرطية .
ولماذا نتعجب من هذا , ولا نتعجب من فشل فخامتكم في تلبية آمال هذا الشعب الذي وثق في جلالتكم , وصوت لكم في أول انتخابات شبه ديمقراطية في مصر , هل اعتقدتم أنها مبايعة أبدية , أم رأيتم أنه تسليم بديهي لكم , وكيف كذبتم مجددا على شعبكم الخادم الوفي , وأين برنامجكم الذي لم يمل التليفزيون الأبي الحر المستقل من إذاعته قبل وبعد وأثناء الفيلم ,في استباحة غريبة وعجيبة لأموال الدولة .
سيدي الرئيس , لقد كان شعبكم الخادم المطيع , وفيا معكم , ومنحكم آخر فرصة للبقاء ملكا على العزبة أقصد الجمهورية المصرية , لكنكم فشلتم فيها , واستشرى الظلم والفقر بين جنبات شعبكم ,,,,,
فترى ماذا تتوقعون بعد ؟,
سيدي الرئيس , تقبل من خادمكم وتابعكم الوفي هذا النصح , وإن رأيته تحذيرا -لا ضير- , وإن اعتبرته تهديدا - لا بأس- ؛
الآن صار ذهبكم بلا نفع, وسيفكم بلا جدوى ,فآلام الجوع , ودموع الأطفال , وبطالة الشباب, وهروبهم للخارج بجراح وطن لا تلتئم , وسوداوية المستقبل , والفساد المستشري الذي صار كماء النيل في حكمكم, والظلم الذي صار هواء مصر في عهدكم , وحياة المصري في ظل جلوسكم على كرسي مصر , لم تبق خيارا ليبك عليه أحد , ولم تبق للأمن أسلحة جديدة , فعذابنا في معتقلاتكم أهون من عذابنا خارجها ؛
سيدي الرئيس , لم يتخذ الشعب قرار إسقاطكم بعد , وإن كان خيار الخروج عليكم , والتظاهر ضد عذابات حكمك موجود , لكن الخوف الخوف , من تظاهرات الجوع , ومن غضب الجياع , ومن سخط المظلوم , ومن ثورة الجبان , فإنها لا تبق ولا تذر , فكن حصيفا كعادتك , وأقفز من المركب قبل أن تغرق , فإن الركاب الساخطين من قيادة ربانهم , يتسابقون لتلقينه العبر والدروس حال غرق السفينة.
سيدي الرئيس , أهرب فلن يكون هناك إدريس ليغلق الأبواب , ويمنع الظباط الأحرار من الدخول , بل والأهم , لن يكون هناك ظباط .
أهرب الآن وأتركها , فإن غرقت نجوتم أنتم , وإن طفت وأبحرت , نجوتم أنتم....
خادمكم النصوح مواطن مصري

ليست هناك تعليقات: