الخميس، 28 ديسمبر 2006

حرية التعبير كم من الموبقات ترتكب باسمك



حرية التعبير والرأي كانا مبرر فاروق حسني والمدافعين عنه بعد تصريحاته التي اقلقت مضاجع المجتمع المصري المتناقض.حسني قال ان هذا هو رأيه الشخصي ولم يجد غضاضة في تكراره مرة اخري باعتباره مواطن يعيش في بلد حر!او هكذا يتخيل او يحاول ان يبرر تصريحاته الكارثة ، ورغم ان تصريحاته اثارت مشاعر المسلمين المصريين وغيرهم في البلدان الاسلامية الا ان الوزير تمسك بحرية التعبير وتعلق بها لتنقذه من اقالة محتملة ، وكالعادة ظهر مثقفون يدافعون عن الوزير لنفس السبب . حرية التعبير. واهالو التراب علي القوي الظلامية والأصولية والتكفيرية واعتبروها العدو الأول لمصر.حينما قرأت تصريحات الوزير ( رسالة ضمنية وصلت لي تقول ده رأيي والي مش عجبه يشرب من البحر)ويبدو ان كلام الوزير منطقي مواطن يعيش في بلد دستورها يكفل حرية الرأي والتعبير صرح برأيه للصحففلماذا يعاقبه المجتمع ؟ولماذا يطالب اعضاء مجلس الشعب باقالته؟ كل هذا لمجرد انه قال رأيه، الكلام منطقي علي رأي احد الأصدقاء (كلام زى الصح).لكن هناك سببين جعلوني لا اقتنع بكلام الوزير الفنان فاروق حسني.اولا ان حسني قال رأيه باعتباره وزير ومسئول وليس مواطن عادي وبالتالي فهو يعبر عن رأي الحكومة وليس رأيه الشخصي وان كان هذا رأيه فمن حق حكومته ان تقيله لانه اساء اليها قبل ان يسيء للمجتمع الذي في حاجه الي وعي -في رأيي الشخصي- للالتفات الي مشاكله الحقيقية ويثور من اجلها ويطالب باستقاله الوزراء والنظام،حسني كان يعلم ان تصريحه يسيء للمجتمع وتصريحه بغض النظر عن صحته او خطأه فهو اساءه للمجتمع المصري لانه ببساطه لم يحترم مشاعرهم ولم يعي ان المجتمع فقد القدرة علي تقبل الأخر والتسماح معه،ولم يعي ان المجتمع يعج بالطائفية والعنصرية والتعصب، واتذكر هنا ان د. نظيف رئيس الوزراء ادلي بتصريح قال فيه ان الشعب المصري غير ناضج سياسيا وايضا بغض النظر عن صحة ما قاله نظيف من خطأه – وهو حقيقي - فهو اهانة للشعب وفتحت صحف المعارضه والمستقلة النار علي نظيف حتي نفي تصريحاته او اعتذر عنها بدبلوماسية ، ولم يقول ان هذا رأيي الشخصي والي مش عاجبه يشرب من البحر .والفنان حسني من حقه ان يري ما يشاء ويقول ما يشاء بينما الوزير فاروق حسني ليس من حقه ابدا ان يتحفنا بأرائه الشخصية وحتي لو نفترض ان الرجل قال كلاما متعجلا وغير مدرك لنتائجه -وهذه كارثة تستحق الاقالة- او قاله في قعده ودية بينه وبين الصحفية فكان يستطيع ان يتراجع عن قوله وهذا وارد باعتباره مسئول سياسي وليس فقيه او فنان او مثقف.السبب الثاني هو ان الوزير نفسه الذي منع فيلم (شفرة دافينشي) من العرض في دور السينما وصرح قائلا ان الفيلم يسيء لمشاعر قطاع في المجتمع ( طب والحجاب ياعم حسني ظروفه ايه) فهل تصريحاتك لا تسيء للمجتمع او حتي قطاع من المجتمع ، هذا ما اكد لي ان حسني الوزير استغل حكاية حرية الرأي ليكسب بها اللبراليين واليساريين ويحول القضية الي معركة سياسية يدعي فيها البطولة حتي اذا اقيل يصبح شهيد الحرية علي مذابح المتطرفين وابن مصر البار الذي اراد لها التقدم وهو غير صحيح فالحرية بريئة برأه الذئب من دم ابن يعقوب مما يقوله حسني فقد صادر حسني كتب كثيرة وقصف اقلاما اكثر هو ونظامه اذا كان حسني يدافع عن الحرية والتعبير منها خصوصا فأين هو من مصارات الصحف وقمع المظاهرات وحبس الصحفيين وقتل المبدعين اين هو من افعال حكومته الخرقاء التي تقف بكل قوة ضد حرية التعبير
بقلم .محمد العريان

ليست هناك تعليقات: