الأربعاء، 6 يونيو 2007

وصية شهيد, الرصاص والبندقية ليسا القضية

أمي , أسعدي , ها أنا أزف عريساً للجنان , ها أنا أرحل كالرجال , بعض شظايا القذائف وكثير من الرصاصات , وفي أذني أزير طائرة ربما أكثر لا أدري , كل شيء صار سريعا , وفي لحظات وجدت نفسي صريعاً 0 حشرجتي ,وآلامي ,وسيلٌ ,شرع في النضوب من دمائي , وأحزان على وطني المتصارع داخلياً , والمتغافل عن بنادق العدو ببنادق الشقيق ,..................آهة آه , بنادق الشقيق , وتدور بالشهيد الذكريات , يتذكر عندما وقف الحمساوي والفتحاوي ضد جنود الاحتلال , يتذكر أيام اجتياح غزة , يتذكر رائحة الموت في مخيم جنين , يبحر في الذكريات يتذكر سقوط أخيه الفتحاوي شهيداً على يد جنود الاحتلال , وإلى جواره صديقه الحمساوي الذي أصابه نفس القناص وبنفس نوع الرصاص ونفس نوع البندقية 0الرصاص , والبندقية , تلك هي القضية , كلمات اخترقت ذكريات الشاب القمحي اللون , كيف لنا بالرصاص لحشو البندقية , وكيف لنا بالبندقية لردع الاحتلال , وحماية النساء والأطفال والشيوخ , وحماية القضية 0يقترب صوت بوق سيارة الإسعاف,ويلقى بجسد الرجل الذي ينازع الحياة والموت في آن واحد داخل السيارة التي تنطلق صوب اللاشيء 0القضية , ما القضية , أهي الأرض العبقة التي ننازع الاحتلال عليها , أم هي قاطني الأرض , أفلسطين الإنسان أم فلسطين الأرض , القضية , ما القضية , ثم يرد , وماذا تكون غير الدمج بين هذا وذاك , بين أبي وحقل أبي , بين أمي وبيتنا,بين جدي وقبر جدي , بين خطيبتي والحي الذي تقطنه , وقبل الحقل والقبر والبيت , يأتي الأب والأم والجد والحبيبة 0تصل السيارة إلى مستشفى غزة, ويعرى الجسد المستنفذة دمائه, شظايا قنابل, ورصاصات مختلفة وعقل يقسم أن الشعب الفلسطيني هو القضية, وعلبة رصاص وبندقية, كانت معده لمواجهة الاحتلال, للدفاع عن الأهل والأرض, تلك القضية , تلك القضية0تمشي العقارب حثيثة, تقتات من دمائه, تأتي أمه تهوى على وجهه بالقبلات , يبتسم في وجهها , ويجفف دمعات مقلتيها ويقول لها , أمي لا تبك واحمدي الله لقد مت شهيداً برصاص الاحتلال ومن أجل القضية , احمدي الله لم يقتلني أخي ورفيق سلاحي وشريك القضية برصاص المذهبية,يتلعثم قليلا , ويشعر بدنو المطية فيتلو الوصية , أمي علمي أخوتي الصغار , أن الدفاع عن الأهل والأرض هما القضية , وانقلي عني لرفاقي أني أحذرهم من أن الاحتلال والاقتتال يقتاتان من القضية 0

ليست هناك تعليقات: