الجمعة، 8 يونيو 2007

النظام السياسي في الإسلام

بين الثيوقراطية , والدجماطيقية , بين الديكتاتورية والأوتوقراطية , تتأرج توصيفات الكثيرين للنظام السياسي الإسلامي ,ولأنه يظهر كالحل الوحيد والمنقذ لهذه الأمة مما آلت أليه أوضاعها , ولأنه ليس محدد المعالم , وجامد الشكل , وليس منصوص على شكله في الشريعة الإسلامية , تبقى القراءة المتأنية لوضع تصورات جديدة تقترب من النص ومبادئ الشريعة , وتبتعد عن مساوئ التطبيق الذي أصبح في كثير من الأحيان كاللاشئ الذي يصيب أعين من يُنظِر لتطبيق النظام السياسي الإسلامي 0أحب أن أشير في معرض حديثي هنا أنني أتحدث عن النظام السياسي الإسلامي كفلسفة سياسية, لا كواقع تطبيقي 0ونبدأ بعرض موجز لمبادئ النظام السياسي في الاسلام , يستقي النظام السياسي الإسلامي وجوده ومن ثم مبادئه من الشريعة الإسلامية , وتؤكد الشريعة على ثلاث مبادئ لهذا النظام وهي , العدل , والمساواة , والشورى 0العدل , يقول الله تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)0وإن كان العدل نسبي على الأرض , نظراً لنسبية الانسان نفسه , إلا أنه غاية تشد لها الهمم , وتنشد الشريعة الإسلامية السعي إليها, فتحقيق العدالة هدف منشود سواء العدالة السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية 0المبدأ الثاني , المساواة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الناس سواسية كأسنان المشط) , كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته ،أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) 0 ويذكر أن يهوديا خاصم عليا – رضي الله عنه – فحضر الخصمان فنادى عمر عليا بقوله :(( قف يا أبا الحسن – ليقف بجانب اليهودي –فبدا الغضب على وجه علي –رضي الله عنه –فقال عمر رضي الله عنه: أكرهت أن نسوى بينك و بين خصمك في مجلس القضاء؟ فقال :لا ، و لكني كرهت منك أن عظمتني في الخطاب و ناديتني بكنيتي ))0والمساواة هنا تعني المساواة الإنسانية الرحبة , وعدم التفرقة بناء على الجنس أو النوع أو الدين أو الشكل , وتعني أيضا المساواة أمام الشريعة ,وأمام القضاء 0الشورى , ثالث مبادئ نظام الحكم في الإسلام, يقول تعالى (فَبِمَـا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)0ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:(ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم) 0ونظام الشورى هو ديمقراطية الإسلام في الحكم والمجتمع، والشورى أمر ملزم في الاسلام , وهو لا يعني مجرد الاستشارة أثناء اتخاذ القرار , لكنه يعني بجانب هذه الشورى , شورى أخرى للأمة بالاعتراض أو الموافقة على القرار فيما بعد اتخاذه , وهي نوعان شورى البيعة وحق أختيار الحاكم , و الشورى بين الحاكم المنتخب وبين الأمة, كما أن للأمة حرية أبداء الرأي , وهو يعني الحكم على القرار , وعلى الحاكم أن يأخذ هذا الأمر في الحسبان 0
لمزيد من المتابعة طالع العاصفة

ليست هناك تعليقات: